عصافير
  القهوه المالحه
 

القهوه المالحه

   
لينا الفارس

كانت ملفته للانتباه .. كثير من الشبان كانوا يلاحقونها قابلها في حفله
كان شابا عاديا ولم يكن ملفتا للانتباه
في نهاية الحفلة تقدم أليها وعزمها على فنجان قهوة
تفاجأن هي بالطلب .. ولكن أدبها فرض عليها قبول الدعوة
جلسوا في مقهى للقهوة


كان مضطربا جدا ولم يستطع الحديث
هي بدورها شعرت بعدم الارتياح
وكانت على وشك الاستئذان
وفجاه أشار للجر سون قائلا
(( رجاءا ... أريد بعض الملح لقهوتي )) !!
الكل نظر أليه باستغراب
واحمر وجهه خجلاً ومع هذا وضع الملح في قهوته وشربها
سألته بفضول ( لماذا هذه لعادة ؟؟ ) تقصد الملح على القهوة
رد عليها قائلا


( عندما كنت فتى صغيرا ، كنت أعيش بالقرب من البحر ، كنت أحب البحر واشعر بلوحته ، تماما مثل القهوة المالحة ، الآن كل مره اشرب القهوة المالحة أتذكر طفولتي ، بلدتي ، واشتاق لأبوي اللذين لا زالا عائشين هناك للآن )

حينما قال ذلك ملأت عيناه

الدموع .... تأثر كثيرا
كان ذلك شعوره الحقيقي من صميم قلبه
الرجل الذي يستطيع البوح بشوقه لوطنه لابد إن يكون رجلا محبا له مهتم به ، يشعر بالمسؤولية تجاهه وتجاه أسرته
ثم بدأت هي بالحديث عن طفولتها وأهلها وكان حديثا ممتعا
استمروا في مقابلة بعضهم بعضا
واكتشفت انه الرجل الذي تنطبق عليه المواصفات التي تريدها
كان ذكيا ، طيب القلب ، حنون ،

حريص ,,, كان رجلا جيدا وكانت تشتاق إلى رؤيته
والشكر طبعا لقهوته المالحة !!

القصة كأي قصه حب أخرى
الأمير يتزوج الأميرة
وعاشا حياة رائعة
وكانت كلما صنعت له قهوة وضعت فيها ملحا لأنها كانت تدرك انه يحبها هكذا ( مالحة )
بعد أربعين عاما توفاه الله
وترك لها رسالة هذا نصها :


(( عزيزتي ، أرجوك سامحيني ، سامحيني على كذبة حياتي ، كانت الكذبة الوحيدة التي كذبتها عليك ,,, القهوة المالحة !
أتذكرين أول لقاء بيننا ؟ كنت مضطربا وقتها وأردت طلب سكر لقهوتي ولكن نتيجة لاضطرابي طلبت ملحا !!
وخجلت من العدول عن كلامي فاستمرت ، لم أكن أتوقع ان هذا سيكون بداية ارتباطنا سويا !!
أردت إخبارك بالحقيقة بعد هذه الحادثة
ولكني خفت أن أطلعك عليها !! فقررت ألا اكذب عليك أبدا مره أخرى
الآن أنا أموت ,,, لذلك لست خائفا من اطلاعك على الحقيقة
أنا لا أحب القهوة المالحة !! يالها من طعم غريب لكني شربت القهوة المالحة طوال حياتي معك ولم اشعر بالأسف على شربي لها لان وجودي معك يطغى على أي شيء

لو أن لي حياه أخرى أعيشها لعشتها معك حتى لو اضطررت لشرب القهوة المالحة في هذه الحياة الثانية ))
دموعها أغرقت الرسالة

يوما ما سألها احدهم ما طعم القهوة المالحة ؟
فأجابت إنها حلوة





 
  عدد الزوار 107121 Besucher (207067 Hits) تحياتي لكم Get updates
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي موقع عصافير، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها
جميع الحقوق محفوظة لموقع عصافير
 
 
Diese Webseite wurde kostenlos mit Homepage-Baukasten.de erstellt. Willst du auch eine eigene Webseite?
Gratis anmelden