بقلم المهندس فراس عبد الرحمن طرفي 

   ميونخ / ألمانيا

نظرة التخلف للمرأة المندائية

 

تحية طيبة

 

للأسف ما زال بعض من رجال طائفتنا ينظرون إلى المرأة(الزوجة أو الأخت او الابنة) على أنها مخلوق لا يملك من العقل
ما يمكنه من الاعتماد على نفسه ولا يمكن الاعتماد عليه بشيء ولا تستطيع خوض غمار الحياة وحدها وأنها وسيلة للتكاثر ومربية للأطفال فقط , فلا تأخذ المرأة من حقوق إلا في حدود معينة يحددها لها الرجل بنفسه وحسب طبيعة ومستوى تفكيره وبغض النظر عن تحصيله الدراسي فكثير منهم يفهم أن المرأة مخلوق قليل عقل كثير خطأ وان عليها أن لا تدرك من الدنيا ألا ما يوافق هواه ويرضي نفسه وما يخدم مصلحته وفي الغالب تعاملهم معها يكون قائم على أساس الشك أو الانتقاص بها وبقدراتها وإمكانياتها الذاتية والتي منحت لها من الخالق فكثير منهم لا يتقبل تفوقها عليه (سوى كانت المرأة زوجته أو أخته) فيلجأ إلى وسيلة واحد وهي التضييق عليها والتشديد في معاملتهم لها وبذلك لا تستطيع تحقيق آي من طموحاتها ولا بناء مستقبلها ولا التمرد عليه ليبقى هو ذلك السيد رب العزة!!!!!!

أما مسألة المساواة بين المرأة والرجل فقد أخذت اتجاهات خاطئة في مراحل تطبيقها و إرساء مبادئها بين مجتمعنا المندائي وفي كثير من الأحيان ترجح الأسباب إلى التقاليد والعادات التي ورثناها عن المجتمع العربي وغالبا ما يتم استغلال الدين من قبل بعض الإخوة العاملين في مؤسساتنا الدينية لعزل وأبعاد المرأة عن مسار التقدم والتطور وإلغاء أو تقليص دورها في إدارة المجتمع المندائي

ولدراسة موضوع معاملة الرجل للمرأة المندائية دراسة علمية بعيدة عن العواطف يجب علينا الانطلاق من المعطيات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية السائدة في المجتمع العراقي أثناء تواجدنا فيه, أي يجب أن نأخذ بنظر الاعتبار مقتضيات المجتمع الذي نشأنا به وليس مقتضيات المجتمع الغربي الذي نعيش فيه ألان حيث حصلت المرأة فيه على حرية تامة في شتى مجالات الحياة بضمان وحماية سلطة القانون والتي هي أقوى واشد فاعلية من سلطة الدين ومن العادات والتقاليد التي كانت سارية في المجتمع, إذا تقدم مجتمعنا المندائي علمياً وفكرياً كالمجتمع الغربي سوف يبعد البعض منا عن أفكار العبودية والتسلط والقمع والسطو على حقوق المرأة وسيعمل على تغيير نظرة التخلف نحو المرأة .